0 تصويتات
في تصنيف مقالات بواسطة (1.0مليون نقاط)

عام الحزن للرسول صلى الله عليه وسلم 

 وفاة أبي طالب

أما مرض أبي طالب فلم يزل يشتد به حتى حضرته الوفاة. ودخل عليه رسول الله ﷺ وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية فقال رسول الله ﷺ : أي عم ! قل لا إله إلا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله . فقالا : يا أبا طالب ! أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر ما قال : على ملة عبد المطلب . فقال النبي ﷺ : لأستغفرن لك ما لم أنه عنك، فنزلت : ما ككَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴾ [التوبة : ١١٣] ونزلت : ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) [ القصص : ٥٦] .

وكانت وفاته في شهر رجب أو رمضان سنة عشر من النبوة وذلك بعد الخروج من الشعب بستة أشهر ، وقد كان عضداً وحرزاً الرسول الله ﷺ وحصناً احتمت به الدعوة الإسلامية من هجمات

الكبراء والسفهاء، ولكنه بقي على ملة الأجداد فلم يفلح كل الفلاح قال العباس للنبي ﷺ : ما أغنيت عن عمك ؟ فإنه كان يحوطك ويغضب لك . قال : هو في ضحضاح من النار ، ولو لا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ..

خديجة إلى رحمة الله :

ولم يندمل جرح رسول الله ﷺ على وفاة أبي طالب حتى توفيت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وذلك في رمضان من نفس السنة العاشرة بعد وفاة أبي طالب بنحو شهرين أو بثلاثة أيام فقط، وكانت وزير صدق الرسول الله ﷺ على الإسلام ، آزرته على إبلاغ الرسالة، وآسته بنفسها ومالها، وقاسمته الأذى والهموم . قال : آمنت بي حين كفر بي الناس، وصدقتني حين كذبني الناس، وأشركتني في مالها حين حرمني الناس ورزقني الله ولدها وحرم ولد غيرها .

وورد في فضائلها أن جبريل عليه السلام أتى النبي ﷺ فقال : يا رسول الله ! هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أنتك فاقرء عليها السلام من ربها ، وبشرها ببيت

في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يذكرها دائماً ، ، ويترحم عليها ، وتأخذ به الرأفة والرقة لها كلما ذكرها، وكان يذبح الشاة فيبعث في أصدقائه . لها

مناقب جمة وفضائل كثيرة .

تراكم الأحزان :

واشتد البلاء على رسول الله ﷺ من قومه بعد موت عمه أبي طالب وزوجه خديجة رضي الله عنها فقد تجرءوا عليه، وكاشفوه بالأذى، وطفق النبي يتأثر بشدة بكل ما يحدث، ولو كان أصغر وأهون مما سبق، حتى إن سفيها من سفهاء قريش نثر التراب على رأسه، فجعلت إحدى بناته تغسله وتبكي، وهو يقول لها : لا تبكي يا بنية ! فإن الله مانع أباك ، ويقول بين ذلك : ما نالت قريش مني شيئاً أكره حتى مات أبو طالب .

زواجه بسودة ثم بعائشة رضي الله عنهما :

وفي شوال - بعد الشهر الذي توفيت فيه خديجة - تزوج رسول الله ﷺ بسودة بنت زمعة رضي الله عنها وكانت تحت ابن عمها : السكران بن عمرو رضي الله عنه ، وكانا من السابقين الأولين إلى الإسلام، وقد هاجرا إلى الحبشة، ثم رجعا إلى مكة، فتوفي بها السكران بن عمرو ، فلما حلت تزوجها النبي ﷺ وبعد أعوام وهبت نوبتها لعائشة .

أما زواجه بعائشة رضي الله عنها فكان أيضاً في شهر شوال ولكن بعد سودة بسنة ، تزوجها بمكة وهي بنت ست سنين ، ودخل بها في المدينة في شهر شوال في السنة الأولى من الهجرة وهي بنت تسع سنين، وكانت أحب أزواجه إليه ، وأفقه نساء الأمة . لها مناقب جمة وفضائل وافرة .

الرسول ﷺ في الطائف

وفي هذه الظروف قصد رسول الله ﷺ الطائف رجاء أن يستجيبوا لدعوته ، أو يؤوه وينصروه، فخرج إليها ماشياً على قدميه، ومعه مولاه زيد بن حارثة ، وكان كلما مر على قبيلة في الطريق دعاهم إلى الإسلام حتى بلغ الطائف . ونزل على ثلاثة إخوة من رؤساء ثقيف ، فدعاهم إلى الإسلام وإلى نصرته على تبليغه ، فلم يستجيبوا له ، بل ردوا عليه أسوء رد، فتركهم وقصد الآخرين، ودعاهم إلى قبول الإسلام ونصرته، ولم يزل ينتقل من رئيس إلى رئيس، فلم يترك أحداً من أشرافهم إلا وكلمه، وقضى في ذلك عشرة أيام ، لكن لم يجب له أحد، بل قالوا له : اخرج من بلدنا، وأغروا به صبيانهم وسفهاءهم وعبيدهم، فلما تهيأ وخرج وقفوا له في صفين، وأخذوا يسبونه ويشتمونه ويرمونه بالحجارة حتى أدموا عقبيه وقدميه وحتى اختضب نعلاه بالدم. وكان زيد بن حارثة رضي الله عنه يقيه بنفسه، ويدافع عنه، فأصابه شجاج في رأسه، واستمرت هذه السفاهة حتى وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حائط العتبة وشيبة ابني ربيعة على بعد ثلاثة أميال من الطائف فدخل فيه، فلما دخل فيه انصرفوا عنه . وجلس النبي في الحائط تحت ظل حبلة من عنب، معتمداً إلى جدار ، وقد أثر في نفسه ما لاقاه، فدعا بالدعاء المشهور : اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي، وهواني على الناس . يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربي ، إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني . أم إلى عدو ملكته أمري . إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ، ولكن عافيتك هي أوسع لي . أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك . أو يحل علي سخطك ، لك

العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك .

ورآه ابنا ربيعة في هذا الحال فأخذتهما رقة ، وأرسلا إليه بقطف من عنب مع مولى لهما نصراني اسمه عداس ، فلما مد النبي ﷺ يده ليتناوله قال : «بسم الله» ، ثم أكل ، فقال عداس : هذا الكلام ما

يقوله أهل هذه البلاد.

فقال له النبي ﷺ : من أي البلاد أنت ؟ وما دينك ؟» .

فقال : نصراني، من أهل نينوى .

من قرية الرجل الصالح يونس بن متى ؟ .

فقال : وما يدريك ما يونس بن متى ؟

فقال له النبي ﷺ : ذاك أخي كان نبياً وأنا نبي . وقرأ عليه قصة يونس عليه السلام من القرآن فأسلم عداس على ما يقال . ثم خرج رسول الله ﷺ من الحائط ، وتقدم في طريقه إلى مكة ، وهو كتيب حزين مهموم ، حتى إذا بلغ قرن المنازل، أظلته سحابة فيها جبريل ومعه ملك الجبال ، فرفع رأسه ، فناداه جبريل ، وقال : إن الله بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت ، ثم سلم ملك الجبال وقال : يا محمد ! ذلك ، فماشئت، إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين - وهما جبلا مكة : أبو قبيس والذي يقابله - فقال بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً .

وفاق رسول الله ﷺ من همه بمجيء هذا النصر ، وتقدم في طريقه إلى مكة حتى نزل بنخلة ، وأقام بها أياماً ، وأثناء إقامته بها صرف الله إليه نفراً من الجن يستمعون القرآن، وهو قائم يصلي بأصحابه صلاة الفجر ، فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين، وقد آمنوا به ، ولم يشعر بهم رسول الله ﷺ حتى نزل بذلك القرآن :

آیات من سورة الأحقاف ، وآيات من سورة الجن . وبعد أيام خرج رسول الله ﷺ من نخلة يريد مكة ، وهو يرجو من الله الفرج والمخرج، ويخشى من قريش الشر والبطش فأحب أن يحتاط لنفسه، فلما دنا من مكة مكث بحراء، وبعث رجلًا إلى الأخنس بن شريق ليجيره، فاعتذر بأنه حليف والحليف لا يجير ، فأرسل إلى سهيل بن عمرو ، فاعتذر بأنه من بني عامر بن لؤي ، وهم لا يجبرون على بني كعب بن لؤي ، فأرسل إلى المطعم بن عدي ، وهو من بني نوفل بن عبد مناف أخي هاشم من عبد مناف جد النبي ﷺ وعبد مناف أعز بطن في قریش ، فقال المطعم : نعم . وتسلح هو وبنوه، ثم أرسل إلى رسول الله ﷺ فجاء ودخل المسجد الحرام، وطاف بالبيت وصلى ركعتين ، ثم انصرف إلى بيته ، والمطعم بن عدي وأولاده محدقون برسول الله ﷺ بالسلاح . وكان المطعم قد أعلن في قريش أنه أجار محمداً، فقبلوا ذلك منه .

جدال المشركين وطلبهم الآيات وكان من جملة جدال المشركين أنهم كانوا يطلبون من رسول صلى الله عليه وسلم الآيات تعجيزاً و عناداً ، وقد تكرر ذلك منهم مراراً في أوقات مختلفة، فمن ذلك أنهم اجتمعوا مرة في المسجد الحرام ر استشار وا بينهم، ثم أرسلوا إلى النبي ﷺ أن أشراف قومك قد اجتمعو اليكلموك.

وحيث إن النبي ﷺ كان حريصاً على رشدهم غاية الحرص ، كما قال الله تعالى ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى ءَاثَرِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الحديث أسنان ﴾ [الكهف : ٦] فقد جاءهم سريعاً يرجو إسلامهم ، فقالوا : إنك تخبرنا أن الرسل كانت لهم آيات ، كانت الموسى عصا، ولثمود الناقة، وكان عيسى يحيي الموتى ، فأتنا بآية كما أرسل الأولون.

وكانوا يظنون أن من خواص الرسل أنهم يقدرون على إحداث مثل هذه الخوارق والمعجزات متى شاءوا ، كما يقدر عامة الناس على أعمالهم الطبيعية .

فاقترحوا عليه أن يجعل لهم الصفا ذهباً ، أو يسير عنهم الجبال، ويبسط لهم البلاد، ويجري فيها الأنهار ، أو يبعث من مضى من آبائهم حتى يشهدوا بأنه رسول : ﴿وَقَالُوا لَن تُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرُ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجَّرَ الْأَنْهَرَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَكَةِ قَبِيلًا أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرَقَى فِي السَّمَاءِ وَلَن تُؤْمِنَ لِرُفِيكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا ﴾ [الإسراء : ٩٠ - ٩٣ ] .

وقد أبدوا رغبتهم في الإسلام إذا أتى النبي ﷺ بما اقترحوه وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ وَآيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآيَتُ عِندَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام : ١٠٩] فدعا الله أن يريهم ما طلبوه، ورجا إسلامهم، فجاء جبريل وخيره بين أن يريهم الله ما طلبوه فمن كفر بعد ذلك منهم عذبه عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين، وبين أن يفتح لهم باب التوبة والرحمة، فقال : بل باب التوبة والرحمة ، فلما اختار النبي ﷺ هذا أنزل الله عليه جواب مقترحات المشركين فقال له : ﴿قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا ﴾ [الإسراء : ٩٣]. والمعنى قل لست أقدر على إحداث الخوارق والإتيان بالمعجزات، لأن القدرة على ذلك أمر يختص بالله سبحانه وتعالى، وهو منزه من أن يكون له شريك في قدرته، وإنما أنا بشر، كما أنكم بشر ، فلست أقدر عليه كما أنكم لا تقدرون عليه . وإنما الذي امتزت به فيما بينكم هو أنني رسول، يوحى إلي ، وأنتم لستم برسل، وليس يوحى إليكم، فالذي طلبتموه من الآيات ليس في يدي ولا تحت تصرفي، وإنما هو إلى الله - عز وجل - إن شاء أظهرها لكم، ويؤيدني بها عليكم ، وإن شاء أخرها عنكم، وفي ذلك مصلحتكم .

وقد أكد الله هذا المعنى في سورة الأنعام فقال : ﴿قُلْ إِنَّمَا الآيَنتُ عِندَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام : ١٠٩] أي إن الأنبياء والرسل ليسوا بالذين يأتون بالخوارق والمعجزات، وإنما الله سبحانه وتعالى هو الذي يأتي بها . وهو إنما يظهرها على أيدي الأنبياء والمرسلين تكريماً لهم، وتأييداً وإثباتاً لنبوتهم ورسالتهم . ثم بين الله سبحانه وتعالى أنه لو أراهم وأظهر لهم ما طلبوه من الآيات لا يؤمنون به. مع كونهم قد أقسموا بالله جهد أيمانهم ليؤمنن به ، فقال : ﴿وَلَوْ أَنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَتَكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا علَيْهِمْ كُلَّ شَيْ و قبلا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ﴾ [الأنعام: ۱۱۱] وقال: ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْهَانَا سُيِّرَتَ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَأَبْصَ الَّذِينَ ءَامَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةً أَوْ تَحلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ [الرعد : ٣١] .

وفي ثنايا مثل هذه الآيات أشار الله تعالى إلى سنة من سنته، وهي أن القوم إذا طلبوا آية معينة، ثم لم يؤمنوا بها إذا جاءتهم فإنهم يهلكون ولا يمهلون. وسنة الله لا تتغير ولا تتبدل، وقد علم الله أن معظم قريش يؤمنون فيما بعد. فلذلك لم يأت لهم بما اقترحوه من الآيات الخاصة التي مضى ذكرها قريباً .

شق القمر :

وكأن قريشاً لما رأوا أن رسول الله ﷺ لم يجبهم إلى ما اقترحوه من الآيات الخاصة ظنوا أن طلب الآيات أحسن وسيلة لتعجيز وإسكاته. ولإقناع عامة الناس بأنه متقول، وليس برسول : فتقدموا خطوة أخرى، وقرروا أن يطلبوا منه آية بغير تعيين ، ليتبين للناس عجزه، فلا يؤمنوا به، فجاءوا إليه، وقالوا له : هل من آية نعرف بها أنك رسول الله ؟ فسأل رسول الله ﷺ ربه أن يريهم آية . فأراهم القمر قد انشق فرقتين : فرقة فوق الجبل - أي جبل أبي قبيس - وفرقة دونه ، حتى

رأوا حراء بينهما ، فقال رسول الله ﷺ : «اشهدوا . ورأت قريش هذه الآية جهاراً ، بوضوح، ولوقت طويل فسقط في أيديهم وبهتوا ، لكنهم لم يؤمنوا، بل قالوا : هذا سحر ابن أبي كبشة ، لقد سحرنا محمد ، فقال رجل : إن كان قد سحركم فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم، فانتظروا ما يأتيكم به السفار، فجاء السفار فسألوهم ، فقالوا : نعم قد رأيناه. ولكن قريشاً مع ذلك أصروا على كفرهم واتبعوا أهواءهم . وكأن انشقاق القمر كان كالتمهيد لما هو أكبر وأهم حدثاً من ذلك، وهو الإسراء والمعراج، فإن رؤية القمر هكذا منشقا بعين اليقين تسهل على الذهن قبول إمكان الإسراء والمعراج والله أعلم.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (1.0مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
عام الحزن للرسول صلى الله عليه وسلم

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
0 تصويتات
1 إجابة
مرحبًا بك إلى نهج المنطق، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...