0 تصويتات
في تصنيف مقالات بواسطة (1.0مليون نقاط)
مسئولية المسلم في بناء البيت المسلم المتكامل

لا يجوز أن نهتم بالرجل ونهمل المرأة ونهتم بالشباب المسلم وتهمل الفتيات والمراء نصف المجتمع وصانعة الرجال ، والأخ المسلم إذا لم يجد الأخت المسلمة التي يقيم بها البيت المسلم سيضطر إلى الزواج من أي فتاة مسلمة ، قد تفسد عليه حياته وتثبطه عن مواصلة السير على طريق الدعوة وهكذا بإهمالنا إعداد الأخوات المسلمات نعرض جهدنا مع الشباب المسلم إلى الضياع ، ثم إن الأسرة المسلمة المؤسسة على التقوى هي دعامة أساسية في بناء الدولة المنشودة ، وهي التي تنشئ الأجيال القادمة بالصورة التي تؤهلهم المواصلة المسير وحمل الأمانة ويلزم الاهتمام بالأطفال والاشباب في كل مراحل أعمارهم حتى يشبوا على التدين الصحيح والإعداد اللازم ليكونوا الرديف المتين للأجيال الحالية خاصة وأن مهمتنا كبيرة وتمتد خلال الأجيال المتتالية ، وفي إهمال أي جيل من الأجيال يحدث انفصال وتعريض إلى مخاطر كبيرة .

وأتم البيت المسلم إصلاح النفس ودعوة الغير و اجبان أساسيان على طريق الدعوة على كل مسلم ومسلمة ، ومع أداء هذين الواجبين يظهر واجب ثالث لا يقل أهمية وهو إقامة البيت المسلم ، فكما أن الفرد المسلم رجل العقيدة يلزم إعداده ليمثل النموذج الإسلامي الصحيح والقدوة الرائدة التي يحتذى بها فما أحوجنا إلى الأسرة المسلمة القدوة كدعامة قوية في بناء المجتمع المسلم ، فالأسرة لها دور خطير في قوة المجتمع وتماسكه أو تمزقه وانحلاله ، إذ أن البيت هو المحصن أو الخلية التي يتربى فيها النشء ويتشكل في فترة تكوينه وإعداده ، وللبيت انطباعاته الراسخة في شخصية الأطفال تلازمهم طوال حياتهم .

وصدق رسول الله إذ يقول : ( كل مولود يولد على الفطرة ، وأبواه هما اللذان يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) .

والحديث عن إقامة البيت المسلم لا توافيه مقالة أو مقالتان ، ولكن لابد من الرجوع إلى ما كتب ويكتب حوله من مؤلفات ودراسات وإنما نكتفي هنا بملامح وأضواء رجاء الانتفاع بها :

الاختيار :

إن الأخ المسلم والأخت المسلمة اللذين دعوناهما لإصلاح النفس ودعوة الغير عليهما أن يبحث كل منهما عن الآخر ، ولا يرضى به بديلا كشريك الحياة الزوجية .

ولتؤسس الأسرة المسلمة على التقوى من أول يوم ، فعلى الأخ المسلم أن يختار ذات الدين التي فقيت رسالتها في هذه الحياة فتكون له خير عون على طريق الدعوة ، تعينه وتذكره إذا نسي ، وتشجعه ولا تثبطه ، وتحفظه في غيبته مهما طالت ، وتنشئ أولاده تنشئة إسلامية ، وعلى الأخت المسلمة كذلك ألا تقبل لنفسها زوجاً إلا صاحب العقيدة الذي يتقي الله فيها ويعينها على طاعة الله وتحقيق مرضاته ... وسنة رسول الله ﷺ توجهنا إلى ذلك حيث يقول : ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ( كما أن رسول الله ﷺ لم يقر ولي أمر الفتاة على تزويجها بمن لا ترغب فيه كرها عنها ، وهذا يعطي الأخت المسلمة فرصة اختيار الزوج الصالح ..

الالتزام بحدود الإسلام :

تريد أن تعود وتسود حدود الإسلام وآداب الإسلام في كل مراحل إقامة البيت المسلم في الخطبة وعقد القرآن وإعداد بيت الزوجية والزفاف بعيداً عن العادات والتقاليد الفاسدة القديمة منها والمستوردة والتي فيها مخالفة لشرع الله أو التي تقيم العقبات في طريق الزواج وربما حالت دون تمامه ، لم لا نتمم عقد القرآن في المسجد في جو طاهر مبسط بعيد عن تلك المظاهر والعادات التي تصاحب هذه المناسبة والتي فيها سرف وفيها مخالفة للشرع .

وربما أنكرها البعض اليوم كما أنكروا الزي الإسلامي من قبل ، ولكن مع إصرارنا سيكون عقد القرآن في المسجد مألوفاً كما صار الزي مألوفاً ، إنه صراع بين الفضيلة والرذيلة وبتمسكنا بالفضيلة وآداب الإسلام نستطيع أن نفرض شخصيتنا الإسلامية .

السعادة الزوجية المنشودة :

إذا تم الاختيار على أساس الدين وتمت الخطوات وفق تعاليم الإسلام نكون قد بدأنا تأسيس البيت المسلم على أساس متين يحقق الاستقرار والسعادة الحقة التي يفتقدها كثير من الأسر اليوم.

فالسعادة ليست من خارج النفس ولا تتحقق بالمال والمسكن والملبس والأثاث ولكنها من داخل النفس من تقوى الله واهب السعادة واهب المودة والرحمة وصدق الله العظيم : ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة )) .

ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد الزواج عبادة :

رسالتنا في هذه الحياة عبادة الله ، وعلينا أن نحول كل أمور حياتنا إلى عبادة تتقرب بها إلى الله وتستعين بها على عبادة الله وطاعته فالأكل والشرب والرياضة والعلم والعمل والزواج وتربية الأولاد كلها عبادات وقربات إلى الله ، نتحرى في كل منها ما يرضي الله وتجنب ما يغضبه ، فعلى الأخ المسلم والأخت المسلمة أن ينظروا إلى زواجهما على أنه عبادة برجوان من ورائها ثواب الله ورضوانه .

ولذا يحتم على كلا الطرفين معرفة ما يتصل بالزواج من آداب وتعاليم وحقوق وواجبات والحرص على القيام بهذه الواجبات والتزام هذه الآداب ويتعاونان على البر والتقوى وطاعة الله من خلال زواجهما .

وصدق رسول الله ﷺ : ( رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت في وجهها الماء ، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبي نضح نضحت في وجهه الماء ) رواه أبو داود بإسناد صحيح .

الرواح ثقة متبادلة :

كلما توافر الثقة بين الزوجين تحققت السعادة وراحة النفس في لا ظنون ولا ريب ولا سماع لأقاويل أو افتراءات ، ولا يتم ذلك إلا في ظل تقوى الله وحسن مراقبته في السر والعلن وفي الغيب والشهادة فيطمئن الزوج ويثق أن زوجته له وحدة تحفظه في غيبته مهما طاقت ، وتشعر هي أيضاً أن زوجها لها وحدها (1)، وفي ظل هذه الثقة يستطيعان ألا يجعلا الشياطين الإنس والجن بينهما سبيلاً .

الزواج شركة مديرها الرجل :

من دواعي الاستقرار والسعادة في الحياة الزوجية أن تقوم على أساس من المشاركة والشورى والتعاون ، على أن الزوج هو المسئول وهو صاحب الكلمة الأخيرة وله القوامة . وأي خلل في هذه الموازين لا يتحقق معه استقرار ولا سعادة ... ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة ) ، الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ) فيتم تدبير أمور البيت وميزانيته في جو من المشاركة في المسئولية والشورى وفي حدود الإسلام وتعاليمه فلا إسراف ولا تقتير وفي جو من القناعة والرضا واليقين بأن الدنيا ليست دار نعيم وقد كانت بيوت رسول الله ﷺ يمر عليها اللهال ثم اللهال لا يوقد فيها نار .

الزواج أمانة ومسئولية :

ليستشعر كل من الزوج والزوجة أمانته ومسئوليته فكلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته ، فيتق الله كل فيما استرعاه الله عليه : يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجار ) ويقول الرسول ﷺ : خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) ، نريد الموازين الصحيحة للرعاية فإننا نرى الاهتمام الزائد إذا مرض أحد أفراد الأسرة في بدنه ولا نرى هذا الاهتمام إذا قصر أحدهم في حق من حقوق الله أو خالف تعاليم الإسلام في حين أن علاج هذا الأخير أولى بالاهتمام البيت المسلم رسالة .

في حياة الأسرة.

كما أردنا من الفرد المسلم أن يكون الصورة الصادقة الحية للإسلام عقيدة وعبادة وخلقاً وسلوكاً ، فإننا نريد من البيت المسلم أن يكون التطبيق السليم الدقيق لتعاليم الإسلام في حياة الأسرة نريد أن نرى الزوج المسلم الذي يقوم بواجباته نحو بيته كما حددها الإسلام ، وترى الأب المسلم الذي يتعهد أولاده بأداب الإسلام ويفهمهم أمور دينهم ويتعهدهم في كل مرحلة من مراحل حياتهم .

ونرى الزوجة المسلمة التي تجعل من بيتها روضة لزوجها يستروح فيها من عناء الكفاح عوناً لزوجها على طاعة الله ، وما أروع ما قالت تلك الزوجة لزوجها عند خروجه من المنزل في الصباح : اتق الله فينا ولا تطعمنا إلا الحلال الطيب ..

ونريد أن نرى في البيت المسلم الأم المسلمة التي ترعى أولادها وتنشئهم على الإسلام فهي أكثر ملازمة لهم وهذه رسالة من أهم رسالات المرأة يحاول أعداء الإنسانية صرفها عنها بشتى الصوارف ليخربوا كيان المجتمعات ونريد أن نرى في البيت المسلم الابن المسلم والابنة المسلمة يعبدون ربهم ويبرون آباءهم وأمهاتم، ويعاملون أصدقاءهم بآداب الإسلام ، ولا يصدر منهم قول أو فعل فيه منافاة للإسلام .

نريد البيت المسلم الذي يرعى صلة الأرحام ويحافظ عليها ويهتم بذوي القربي ويؤدي حقوقهم ، ونريد أن نرى من البيت المسلم الصورة السامية التي رسمها الإسلام المعاملة الخادم ، يطعم مما يطعمون ، ويلبس مما يلبسون ولا يكلفوهم مالا يطيقون وإن كلفوهم أعانوهم .

نريد أن نرى من البيت المسلم الصورة الفريدة التي يرسمها الإسلام في حسن معاملة الجار وأداء ماله من حقوق كما أوصانا رسول الله ﷺ نريد البيت المسلم الذي يقدم النموذج القدوة في كل جوانب حياته بزيه الإسلامي ومطعمه الحلال ومشربه الحلال والأخلاق الحميدة والسلوك الإسلامي والسمت الإسلامي في العادات والتقاليد كالأفراح والأتراح، مبتعداً في كل ذلك عن طابع الجاهلية والعادات والتقاليد المستوردة ، فلا يقبل من الداعي إلى الله السالك الطريق الدعوة أي تقصير أو تفريط في إلزام أفراد أسرته بتعاليم الإسلام في أي جانب من جوانب حياة الأسرة ، استان العاجز عن الزام بيته يكون عن الزام غيره أعجز .

البيت المسلم مركز إشعاع :

على البيت المسلم كما على الفرد المسلم أن يقوم بواجب الدعوة إلى الله فيمن حوله من الأمر والبيوت في صبر ومصابرة، وبالحكمة والموعظة الحسنة تستطيع الزوجة الأخت المسلمة أن تغزو قلوب جاراتها بدعوة الله وتتحول تلك الجلسات التي تسيطر عليها الغيبة واللغو إلى جلسات دراسة وتفقه في أمور الدين .

فحقل الدعوة الإسلامية في أمس الحاجة إلى الأخت المسلمة الداعية لتقوم بدورها وسط بنات جنسها . إن المرأة وقد جعل أعداء الإسلام منها أداة إفساد وانحلال نريد أن تجعل منها أداة إصلاح وبناء ، تدعيماً للفضيلة ومحاربة الرذيلة .

هكذا نريد البيت المسلم منارة تهدي الحيارى حوله ويبدد الظلام من حولهم وينبر لهم الطريق ، ومع تكاثر هذه النوعية من البيوت المسلمة تتصل داوتر النور وتلتحم حتى تسود المجتمع ويمكن للشخصية الإسلامية أن تفرض نفسها على هذه المجتمعات وتنمو الفضيلة وتنحسر الرذيلة ، وتتكون القاعدة المؤمنة الطاهرة المستقرة للكيان الإسلامي والحكم الإسلامي .

فعلى كل أخ مسلم واخت مسلمة أن يحرصا ويسارعا إلى إقامة البيت المسلم القدوة فهذه خطوة هامة وأساسية في طريق الدعوة فاستعينوا بالله ويسروا ولا تعسروا وبالله التوفيق

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (1.0مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
مسئولية المسلم في بناء البيت المسلم المتكامل

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
0 تصويتات
1 إجابة
سُئل سبتمبر 8، 2024 في تصنيف مقالات بواسطة nalmntiq (1.0مليون نقاط)
0 تصويتات
1 إجابة
سُئل سبتمبر 8، 2024 في تصنيف مقالات بواسطة nalmntiq (1.0مليون نقاط)
مرحبًا بك إلى نهج المنطق، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...